الوجه الاخر للنيازك

النيازك أو الأحجار السماوية هي أجسام صلبة تسقط من الفضاء الخارجي على الأرض، بأحجام مختلفة. وتأتي
هذه النيازك من مصادر مختلفة؛ أهمها الكويكبات والمذنبات التي توجد في المجموعة الشمسية. وتكثر الدراسات والكتب والمنشورات التي تتحدث عن النيازك كظاهرة طبيعية يتناولها الباحثون بالدراسة والبحث، ويفيضون في وصف خصائصها وأهميتها العلمية. ويكثر الحديث من خلال الكتب والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة عن أخطار النيازك، وما يمكن أن تشكله ارتطاماتها الكبيرة من مخاطر على الحياة الأرضية. وقد ثبت أن التقارير التي تسجل أخطار النيازك مبالغ فيها بصورة واضحة. فالنيازك لم تشكل خطرا يذكر على الناس. وأخطارها مقارنة بالظواهر الطبيعية الأخرى، لا تكاد تذكر. فكم من مرة سقطت فيها النيازك حول الناس ولم تصب منهم أحدا بأذى؟. وفي الوقت الذي بالغت فيه الدراسات في وصف أخطار النيازك، فقد أغفلت جانب مضيء من جوانب الأحجار السماوية، وهو النفع الاقتصادي. فناهيك عن الفوائد العلمية للنيازك، التي جعلت احد العلماء البارزين في تاريخ العلم الحديث، يصفها بأنها تمثل "مسابير كونية" مجانية تفضي للباحثين بما يجري في الفضاء الخارجي من عمليات، وطبيعة الأجسام التي تشكل -على الأقل- أعضاء المجموعة الشمسية. فالنيازك ذات فوائد مادية لا يمكن حصرها، بداية من الحديد الذي قدمته مجانا للبشرية، فاستخدم في مختلف الصناعات في العصور القديمة التي لم تكن البشرية خلالها قادرة على استخلاص الفلز من خاماته الأرضية، إلي الأحجار الكريمة التي تستخرج من بعض أنواع النيازك، كالزبرجد والألماس. كما أن تجارة النيازك تسهم بدور معروف في تنمية بعض المناطق المهمشة في العالم، إذ يجمعها السكان المحليون ويبيعونها ليعيشوا على ما يحصلون عليه من تجارتها من أموال.
هذه النيازك من مصادر مختلفة؛ أهمها الكويكبات والمذنبات التي توجد في المجموعة الشمسية. وتكثر الدراسات والكتب والمنشورات التي تتحدث عن النيازك كظاهرة طبيعية يتناولها الباحثون بالدراسة والبحث، ويفيضون في وصف خصائصها وأهميتها العلمية. ويكثر الحديث من خلال الكتب والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة عن أخطار النيازك، وما يمكن أن تشكله ارتطاماتها الكبيرة من مخاطر على الحياة الأرضية. وقد ثبت أن التقارير التي تسجل أخطار النيازك مبالغ فيها بصورة واضحة. فالنيازك لم تشكل خطرا يذكر على الناس. وأخطارها مقارنة بالظواهر الطبيعية الأخرى، لا تكاد تذكر. فكم من مرة سقطت فيها النيازك حول الناس ولم تصب منهم أحدا بأذى؟. وفي الوقت الذي بالغت فيه الدراسات في وصف أخطار النيازك، فقد أغفلت جانب مضيء من جوانب الأحجار السماوية، وهو النفع الاقتصادي. فناهيك عن الفوائد العلمية للنيازك، التي جعلت احد العلماء البارزين في تاريخ العلم الحديث، يصفها بأنها تمثل "مسابير كونية" مجانية تفضي للباحثين بما يجري في الفضاء الخارجي من عمليات، وطبيعة الأجسام التي تشكل -على الأقل- أعضاء المجموعة الشمسية. فالنيازك ذات فوائد مادية لا يمكن حصرها، بداية من الحديد الذي قدمته مجانا للبشرية، فاستخدم في مختلف الصناعات في العصور القديمة التي لم تكن البشرية خلالها قادرة على استخلاص الفلز من خاماته الأرضية، إلي الأحجار الكريمة التي تستخرج من بعض أنواع النيازك، كالزبرجد والألماس. كما أن تجارة النيازك تسهم بدور معروف في تنمية بعض المناطق المهمشة في العالم، إذ يجمعها السكان المحليون ويبيعونها ليعيشوا على ما يحصلون عليه من تجارتها من أموال.
و إضافة إلي الفوائد الاقتصادية للنيازك ذاتها، فإن ارتطام النيازك بالأرض يسهم في تكون رواسب معدنية ذات فوائد اقتصادية كبيرة. فالفجوات الغائرة في سطح الأرض والتي تنجم عن تأثيرات ارتطام النيازك بالأرض والتي تعرف بالفوهات النيزكية، تصير مكامن لتجمعات المياه العذبة التي تستغلها التجمعات البشرية في الحصول على الماء، أو المياه المالحة التي تستغل في الحصول على منتجات الأملاح المختلفة، كما هو الحال في فوهة (غور) تسوينج بجنوب أفريقيا، التي استغلت على مدى عقود في استخراج الأملاح. كما أن الفوهات النيزكية تحتوي على رواسب معدنية ذات قيمة اقتصادية عالية. إن تكون الفوهات النيزكية ينشأ من تأثير ارتطام النيازك العملاقة بالأرض مما يترتب عليه ضغوطا وحرارة هائلتين. وهذا من شأنه أن يقود إلي تكون هذه الفجوات أو الأغوار، وتحولات في بنية المعادن التي تشكل صخور القشرة الأرضية في مواقع الارتطام، إلي معادن ذات قيمة اقتصادية عالية؛ فمثلا تتحول الرمال إلي مواد زجاجية تدخل في صناعة الأحجار الكريمة كالزجاج الليبي، الذي يوجد في الجنوب الغربي من الحدود المصرية، والذي استغل منذ أقدم العصور في صناعة المجوهرات كونه مادة خضراء زبرجدية اللون. وقد استغله قدماء المصريين في تشكيل الأدوات الحجرية، وفصوص الأحجار الكريمة، خلال العصور المختلفة بداية من عصور ما قبل وحتى الوقت الراهن. وكذلك زجاج المولدفيت الأخضر الزبرجدي، الذي يوجد في جمهورية التشيك، واستخدم خلال الأزمنة المختلفة كحجر كريم أقبل على اقتناء مشغولاته الملوك والأمراء. وإضافة إلي ذلك فإن الكثير من الفوهات النيزكية تحتوي على رواسب معدنية ذات قيمة اقتصادية عالية، مثل رواسب النيكل والنحاس التي تكونت نتيجة لحدث ارتطام نيزكي، أحدث غور سدبري بكندا في العصور الجيولوجية السحيقة. ويعتبر موقع هذا الغور أكبر مواقع استخراج النيكل على مستوى العالم.
وإلي جانب الرواسب المعدنية التي تستغل من الأغوار النيزكية، فإن هذه الأغوار ذاتها تتخذ كظواهر جاذبة للسياحة العلمية وهي بذلك تسهم في تنمية المناطق التي توجد بها في العالم، حيث يؤمها آلاف السياح الذين يهتمون بالظواهر العلمية.
إن تأمل المنافع الاقتصادية للنيازك، قد يفضي لمعرفة أن جميع المواد الهامة في القشرة الأرضية من حديد وبلاتين وألماس ونيكل وغيرها، قد جاءت أصلا من النيازك. فمن يدري؟ فقد أدرك الشاعر والفيلسوف العربي أبو العلاء المعري ما لم يدركه أحد في سالف الزمان عندما أنشد يقول:
خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ الـ أرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ
فقد أدرك بإحساس علمي مرهف إسهام مكونات الكائنات الحية في نمو القشرة الأرضية قبل غيره. فمن كان يدرك وقتها أن جبالا تتكون من بقايا تلك الكائنات التي كانت تعيش يوما على الأرض. وفي الأساطير إشارات إلي المواد المهمة التي تتشكل من سقوط الأجرام السماوية. فأسطورة كاتنجا تقول: إنه في سالف الزمان سقطت على الكونجو نيران شديدة مدمرة، فتكونت عنها المعادن الثمينة في قشرة الأرض في تلك المواقع المحيطة بها.

يهدف هذا الكتاب لتقديم الجوانب النفعية للأحجار السماوية التي تتساقط من الفضاء الخارجي على الأرض، من خلال رحلة في التاريخ الطويل لتسجيلات سقوط النيازك، التي تم التعرف عليها في تسجيلات الحضارات القديمة، عبر ثلاثة محاور:-
|الأول: تعريف بسيط للقارئ العادي بالنيازك أو الأحجار السماوية التي تسقط على الأرض بأحجام كبيرة أو صغيرة، والظواهر التي تصاحب سقوطها وطبيعتها وأنواعها.
|الثاني: دحض الدعاوى التي انتشرت عن أخطار النيازك، وذلك من خلال تفنيد الروايات التي بالغت في تضخيم أخطار النيازك. وتبيان أنه لا يوجد تقرير موثق يذكر حادثة قتلت فيها النيازك أحد من الناس، أو أصابته إصابة خطيرة. فأخطار النيازك لا تقارن بأي حال من الأحوال مع أخطار الظواهر الطبيعية الأخرى،؛ كالزلازل والبراكين وغيرها.
|الثالث: الفوائد الاقتصادية للنيازك، والتي تتمثل في تجارتها، وما يحصل عليه الإنسان من معادن مثل الحديد، والزبرجد والألماس. وبالإضافة إلي ما يحصل عليه الإنسان من النيازك، فإن ارتطام النيازك بالأرض، يؤدي إلي تكون معادن نفيسة أيضا، منها؛ زجاج التكتيت، والمولدفيت، والزجاج الليبي، والألماس. إن مواقع الصدمات النيزكية تعتبر مناجم لاستخراج أهم الفلزات في العالم، مثل؛ النيكل والنحاس من منطقة غور سدبري في كندا، والألماس من سيبريا. كما أن مواقع الصدمات النيزكية ذاتها تعتبر مناطق جذب سياحية تسهم في دعم اقتصاد الدول التي تعنى بها.